تدفق آلاف الفلسطينيين عائدين يوم الاحد الى منازلهم عبر ثغرات حدود قطاع غزة مع مصر في الوقت الذي عرقلت فيه السلطات المصرية الامدادات الى المنطقة وتحركت لاستعادة السيطرة.
28.01.2008 09:59
تدفق آلاف الفلسطينيين عائدين يوم الاحد الى منازلهم عبر ثغرات حدود قطاع غزة مع مصر في الوقت الذي عرقلت فيه السلطات المصرية الامدادات الى المنطقة وتحركت لاستعادة السيطرة.
وسعت مصر جاهدة لاغلاق الثغرات التي فتحت على الحدود واحتواء مئات الالاف من سكان غزة المحتاجين الذين تدفقوا عبرها منذ فتح نشطاء ثغرات فيها باستخدام المتفجرات يوم الاربعاء لتفادي الحصار الاسرائيلي على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وشاهد مراسل لرويترز على الجانب المصري من بلدة رفح الحدودية آلاف الفلسطينيين يغادرون مصر في حين لم يعبر الحدود من قطاع غزة سوى حفنة من الاشخاص يوم الأحد.
وقال خليل حمدان (17 عاما) "كنا نريد شراء الغذاء. كان الامر شاقا. لم نجد شيئا .. لن نعود لان جميع المنتجات نفدت."
واحتجزت مئات الشاحنات على جسر من مصر الى شبه جزيرة سيناء وغزة. وقال تجار في بلدة رفح الحدودية انهم يلاقون صعوبات في اعادة تزويد متاجرهم بالمواد الغذائية والسجائر. وقال فلسطينيون ان ندرة السلع ادى الى ارتفاع اسعارها بشكل كبير .
ودون اعطاء تفاصيل قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان مصر ستتخذ الخطوات اللازمة للسيطرة على الحدود مع غزة بأسرع وقت ممكن. وحاولت القوات المصرية اغلاق الحدود الاسبوع الماضي لكن نشطاء أحدثوا ثغرات جديدة فيها.
وفي بلدة العريش قرب رفح ذكر شهود أن الشرطة أبلغت الفلسطينيين في الشوارع بأن الحدود ستغلق قريبا. وصدرت أوامر لسكان غزة بالسير فقط في الطرق المؤدية الى الحدود ومنعوا من العودة.
ولا تريد مصر وهي أول بلد عربي يبرم اتفاق سلام مع اسرائيل أن ينظر اليها على أنها تساند الحصار الاسرائيلي. لكنها أيضا تخشى من انتشار التأثير الاسلامي وتداعيات استضافة هذا العدد الكبير من الفلسطينيين دون بطاقات هوية.
وقالت حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس انها اتفقت مع القاهرة على أنها ستدير المعبر مستبعدة حماس التي تغلبت على قوات عباس وسيطرت على القطاع الذي يسكنه 1.5 مليون شخص في يونيو حزيران الماضي.
لكن حماس قالت يوم الأحد انها تلقت تطمينات من مصر بأن القاهرة لم تتوصل لاتفاق. وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء في الحكومة المقالة ان الحركة سترسل وفدا للقاهرة يوم الاربعاء لمناقشة السيطرة على المعابر.
وقال هنية ان الحركة لها مطلب واحد فقط وهو رفع الحصار واعادة فتح معبر رفح.
وذكر مساعدون لعباس أنه سيجتمع مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة يوم الاربعاء. ولم يتسن الوصول لمسؤولين مصريين للتعقيب. ولكن وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعا طارئا في القاهرة رحبوا باقتراح عباس السيطرة على الحدود.
ولم تكن هناك علامات على حدوث تقدم في اتفاق الحدود خلال اجتماع بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في القدس يوم الأحد حيث قال مساعدون للرئيس الفلسطيني انه سيسعى للحصول على تأييد للفكرة.
وذكر مسؤول اسرائيلي أن مسألة معبر غزة لم تناقش باستفاضة لكن أولمرت أبلغ عباس بأن اسرائيل ستواصل السماح بدخول الامدادات الانسانية الى غزة. وتقول اسرائيل ان الحصار فرض للتصدي للهجمات الصاروخية التي ينفذها نشطاء من غزة.
وترفض اسرائيل حتى الان طلب عباس بالسيطرة على معابر غزة بما في ذلك معبر رفح. وقال مسؤولون اسرائيليون ان الفكرة قيد الدراسة لكنهم يعتقدون أن قوات عباس الامنية لن تكون قادرة على تنفيذ المهمة في الوقت القريب.
وأضعف سقوط الحدود في رفح الحملة التي تقودها الولايات المتحدة للحد من نفوذ حماس التي ترفض التخلي عن الصراع مع اسرائيل وتعزيز عباس بإعادة تدشين محادثات السلام مع الدولة اليهودية.
ونقلت وكالة معا للانباء عن احمد يوسف مسؤول حماس الذي لا تلقى تصريحاته دائما دعم القيادة تحذيره من ان سكان غزة يمكن ان يحاولوا في المرة القادمة بالقوة فتح معبر اريز المعبر الرئيسي مع اسرائيل في مواصلة "لانتفاضة ثالثة" بدأوها في رفح.
وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما لكنها لا تزال تسيطر على حدودها الاخرى واجوائها ومياهها الاقليمية.
وتقتصر سلطة عباس فعليا على الضفة الغربية المحتلة منذ سيطرة حماس على غزة. ويرفض اتهامات الحركة الاسلامية بأنه يساند الاغلاق كوسيلة لتقويض حركة حماس.